نحن والفـراغ !
إن الوقت نعمة عظيمة من نعم الله علينا؛ إذا شغل بطاعة الله ومرضاته أما إذا شغل بمعصية الله فإنه بلاء ومحنـة، ( نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ) ولا يدرك أهميـة الوقت إلا من تزاحمت عليه الأعمال وكثرت التكاليف، هناك يدرك أهمية الوقت، ويتعجب لأناس يضيعون أوقاتهم! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) .
فنعمة الفراغ من النعم التي يغفل عنها كثير من الناس، ويجهلون قدرها، ولا يقومون بشكرها..
يسـر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتـدال وصحـة *** ينـوء إذا رام القيام ويحمــل
وقال الطيبي: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم للمكلف مثلاً بالتاجر الذي له رأس مال، فهـو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذق لئلا يغبن، فالصحة والفراغ رأس المال، ينبغي له أن يعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النفس، ليربح خيري الدنيا والآخرة، وقريب منه قول الله –تعالى-: )هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم(.
أيها الأحبـة: تأملوا -أيضاً- في الحديث الآخر الذي قال فيه رسول الله: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) والفراغ لا يبقى فراغاً أبداً، فلا بد له أن يملأ بخير أو شر، ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، فطوبى لمن ملأه بالخير والصلاح، وويل لمن ملأه بالشر والفساد.
وكان السلف الصالحون يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً ، لا هو في أمر دينه، ولا هو في أمر دنياه ولهذا قيل: الفراغ للرجال غفلة وللنساء غلمة، أي محرك للغريزة والتفكير في أمر الشهوة، وهل كان قلق امرأة العزيز بيوسف وشغفها به، وتدبيرها المكايد لإيقاعه في شباكـها إلا نتيجة الفراغ الذي تعيش فيه؟!.
يقول علماء الاجتماع: إن من أسباب الجرائم الفراغ، فالشاب عندما يكون فارغاً يفكر في أي فعل! وفي الغالب –مع قلة التربية والوازع الإيماني- يتوجه تفكيره لارتكاب الجرائم المختلفة.
وفي هذا يقول الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجـدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
ويقول الآخـر:
لقد هاج الفراغ عليه شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغ
وانظروا إلى السلف الصالح وإلى حرصهم على أوقاتهم. قالت داية لداود الطائي: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز ؟ فقال: يا داية بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية!!. وكان أبو النضر أباذي يقول: مراعاة الأوقات من علامات التيقظ، وقال حماد بن سلمة: ما أتينا سلمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً أو عائداً مريضاً، أو مشيعاً لجنـازة، أو قاعداً في المسجد.
أيها الأحبـة: إن الفراغ وحش قاتل يوشك أن يودي بصاحبه فيلقيه في النار، ألا فلنستغل أوقاتنا وأعمارنا بطاعة ربنا، فإن الوقت ليس من ذهب فقط كما يقول المثل الشائع، بل هو أغلى في حقيقة الأمر من الذهب واللؤلؤ والماس، ومن كل جوهر نفيس وحجر كريم.
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع
وزيادة وقت الفراغ هو أحد غايات الإنسان المتعددة، والتي توصله للغاية الأكبر وهي الرفاهية والسعادة، فهو يصرف على زيادة وقت فراغه الكثير من الأموال، فالخادمة التي تدفع الأسرة أجرتها هي تأخذ هذا الأجر مقابل القيام بأعباء تخص الأسرة نفسها، فيشتروا منها هذا الوقت على أن يوفروه لأنفسهم، و رب الأسرة كذلك يشتري وقته من السائق الذي يقوم نيابة عنه بأدواره و واجباته العائلية.
كان هذا هو وجه الفراغ المحبب لدى الإنسان .... أما الوجه الأخر فهو "الفراغ المعرفي" .... وهو فراغ يكرهه الإنسان ويعاديه، فهو ما يشعره بالجهل أو الضعف، عندما يقف أمام ظاهرة من ظواهر الحياة حائرا عاجزا عن تفسيرها أو إدراكها!
وهو أمر مشترك بين بني البشر أجمعين، ولكن الفرق يكمن في "كيف يملؤون هذا الفراغ؟" والسائد لدينا وفي كل المجتمعات التي يكتفي أفرادها بأطرهم المعرفية وخلفياتهم الفكرية التي نشئوا عليها، دون توسيع لها بالقراءة والإطلاع، ودون تدقيق فيها بالتأمل والمراجعة! .... السائد فيها أنهم يملكون أحكاما وتفسيرات معلبة جاهزة، يوزعونها على كل ما يصادفهم من مواقف الحياة ودروسها، دون طول تدبر أو تفكير، ويمضون في طرائقهم مرتاحوا الضمير هانئوا البال!
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
- يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع ؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي ، وانتحار بكبسول مسكن.
- إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.
- الراحة غفلة ، والفارغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية.
- إذاَ قم الآن صل أو اقرأ ، أو سبح أو طالع ، أو اكتب ، أو رتب مكتبتك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.
-اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب ، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب كأنك ملدوغ.
الرجاء ان يكون ردك بتسجيل ما تمارسه من اعمال قيمه عندما تشعر بالفراغ لنتبادل الخبرات في هذا المجال
اللهم وفقنا لاستغلال أوقاتنا بطاعتك يا أرحم الرحمين..
إن الوقت نعمة عظيمة من نعم الله علينا؛ إذا شغل بطاعة الله ومرضاته أما إذا شغل بمعصية الله فإنه بلاء ومحنـة، ( نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ) ولا يدرك أهميـة الوقت إلا من تزاحمت عليه الأعمال وكثرت التكاليف، هناك يدرك أهمية الوقت، ويتعجب لأناس يضيعون أوقاتهم! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) .
فنعمة الفراغ من النعم التي يغفل عنها كثير من الناس، ويجهلون قدرها، ولا يقومون بشكرها..
يسـر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يفعل
يرد الفتى بعد اعتـدال وصحـة *** ينـوء إذا رام القيام ويحمــل
وقال الطيبي: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم للمكلف مثلاً بالتاجر الذي له رأس مال، فهـو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله ويلزم الصدق والحذق لئلا يغبن، فالصحة والفراغ رأس المال، ينبغي له أن يعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النفس، ليربح خيري الدنيا والآخرة، وقريب منه قول الله –تعالى-: )هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم(.
أيها الأحبـة: تأملوا -أيضاً- في الحديث الآخر الذي قال فيه رسول الله: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) والفراغ لا يبقى فراغاً أبداً، فلا بد له أن يملأ بخير أو شر، ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، فطوبى لمن ملأه بالخير والصلاح، وويل لمن ملأه بالشر والفساد.
وكان السلف الصالحون يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً ، لا هو في أمر دينه، ولا هو في أمر دنياه ولهذا قيل: الفراغ للرجال غفلة وللنساء غلمة، أي محرك للغريزة والتفكير في أمر الشهوة، وهل كان قلق امرأة العزيز بيوسف وشغفها به، وتدبيرها المكايد لإيقاعه في شباكـها إلا نتيجة الفراغ الذي تعيش فيه؟!.
يقول علماء الاجتماع: إن من أسباب الجرائم الفراغ، فالشاب عندما يكون فارغاً يفكر في أي فعل! وفي الغالب –مع قلة التربية والوازع الإيماني- يتوجه تفكيره لارتكاب الجرائم المختلفة.
وفي هذا يقول الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجـدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
ويقول الآخـر:
لقد هاج الفراغ عليه شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغ
وانظروا إلى السلف الصالح وإلى حرصهم على أوقاتهم. قالت داية لداود الطائي: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز ؟ فقال: يا داية بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية!!. وكان أبو النضر أباذي يقول: مراعاة الأوقات من علامات التيقظ، وقال حماد بن سلمة: ما أتينا سلمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً أو عائداً مريضاً، أو مشيعاً لجنـازة، أو قاعداً في المسجد.
أيها الأحبـة: إن الفراغ وحش قاتل يوشك أن يودي بصاحبه فيلقيه في النار، ألا فلنستغل أوقاتنا وأعمارنا بطاعة ربنا، فإن الوقت ليس من ذهب فقط كما يقول المثل الشائع، بل هو أغلى في حقيقة الأمر من الذهب واللؤلؤ والماس، ومن كل جوهر نفيس وحجر كريم.
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع
وزيادة وقت الفراغ هو أحد غايات الإنسان المتعددة، والتي توصله للغاية الأكبر وهي الرفاهية والسعادة، فهو يصرف على زيادة وقت فراغه الكثير من الأموال، فالخادمة التي تدفع الأسرة أجرتها هي تأخذ هذا الأجر مقابل القيام بأعباء تخص الأسرة نفسها، فيشتروا منها هذا الوقت على أن يوفروه لأنفسهم، و رب الأسرة كذلك يشتري وقته من السائق الذي يقوم نيابة عنه بأدواره و واجباته العائلية.
كان هذا هو وجه الفراغ المحبب لدى الإنسان .... أما الوجه الأخر فهو "الفراغ المعرفي" .... وهو فراغ يكرهه الإنسان ويعاديه، فهو ما يشعره بالجهل أو الضعف، عندما يقف أمام ظاهرة من ظواهر الحياة حائرا عاجزا عن تفسيرها أو إدراكها!
وهو أمر مشترك بين بني البشر أجمعين، ولكن الفرق يكمن في "كيف يملؤون هذا الفراغ؟" والسائد لدينا وفي كل المجتمعات التي يكتفي أفرادها بأطرهم المعرفية وخلفياتهم الفكرية التي نشئوا عليها، دون توسيع لها بالقراءة والإطلاع، ودون تدقيق فيها بالتأمل والمراجعة! .... السائد فيها أنهم يملكون أحكاما وتفسيرات معلبة جاهزة، يوزعونها على كل ما يصادفهم من مواقف الحياة ودروسها، دون طول تدبر أو تفكير، ويمضون في طرائقهم مرتاحوا الضمير هانئوا البال!
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
- يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع ؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي ، وانتحار بكبسول مسكن.
- إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.
- الراحة غفلة ، والفارغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية.
- إذاَ قم الآن صل أو اقرأ ، أو سبح أو طالع ، أو اكتب ، أو رتب مكتبتك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.
-اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب ، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب كأنك ملدوغ.
الرجاء ان يكون ردك بتسجيل ما تمارسه من اعمال قيمه عندما تشعر بالفراغ لنتبادل الخبرات في هذا المجال
اللهم وفقنا لاستغلال أوقاتنا بطاعتك يا أرحم الرحمين..